في الحقيقة غالباً يطرأ علي ذلك السؤال، منذ أن برزت خدمات التخزين السحابي، فلقد كنت في طليعة الشأن كغيري استهجن تلك الفكرة وأشكك في احتمالية استمراريتها نظرا لصعوبتها في مخيلتي آنذاك، بل هذا النهار ومع تطور تلك الخدمات ومعرفتي بها تحول ذلك التفكير للأفضل، حيث أنني أصبحت أراها بمنظور آخر .
خدمات التخزين السحابي وأقراص التخزين الخارجي، كلاهما هام وكلاهما يملك عيوبه وميزاته، الاختيار بينهما عسير والجمع بينهما أصعب، لهذا قمت بفعل دراسة مبسطة عنهما وعملت بعض المقارنات التي قد تجعل كل منا يختار ما شاء منهما وسأجعل رأيي في خاتمة ذلك النص .
الأثمان
من تلك الناحية سنجد أن سعر القرص لسعة تخزين واحد تيرابايت تتراوح بين 80 دولار الى 200 دولار حسب جدارة وجودة الشركة الصانعة. في حين بعض المؤسسات تؤمن الخدمة ب 5 دولار بالشهر لنفس السعة للتخزين السحابي أي سوف يكون سعر الخدمة لسنتين هو 120 دولار.
بل من منظور آخر سنجد أن القرص الخارجي هو اقتصاد لمرة واحدة لاغير وللأبد، في حين التخزين السحابي ستجد نفسك تدفع كل شهر أو مرة كل عام على حسب الشركة وعروضها.
الخصوصية والحماية
التميز في تلك النقطة من صالح التخزين السحابي من حيث أن الأقراص الخارجية من الممكن أن تكون المسؤولية فيها عليك أضخم، حيث أنه إن لم تكن خبيراً تقنياً فلن تحمي الملفات كما ينبغي وبذلك فأي فرد يستطيع أن يشبك القرص ويشاهد كل ملفاتك المخصصة، وهنا لا أحتاج أن آذكركم بما يسمى “ حُب الاستطلاع واللقافة !! “.
في حين التخزين السحابي فإن أكثرية مؤسسات التخزين السحابي تؤمن أفضلية تشفير الملفات وحمايتها، حيث أنه لا يُسمح بالدخول إلى الملفات سوى للأفراد الذين لديهم بيانات حسابك، كما أن مسؤولية حراسة الملفات من التلف أو تشفيرها هي مسؤولية الشركة ولاداعي لأن تحمل ذلك العبء أبداً.
الوصول إلى الملفات
هُنا احترت بين السرعة في الوصول وبين احتمالية الوصول، حيث أن التخزين السحابي يوفر أفضلية الوصول للبيانات و المعلومات في أي موضع في العالم وعلى أي جهاز تُريد ولا يفتقر هذا إلى نقل متاع أو حمل أجهزة قد تُكون متعبة مع الوقت !، بل كذلكً لا ننسى أن في التخزين السحابي لا مفر من توفر اتصال انترنت، بل من تلك الزاوية نجد أن أكثرية أعمالنا تفتقر إلى الإنترنت !
في حين الأقراص الخارجية تمتاز بسرعة الوصول للبيانات حيث أن كل ما عليك هو توصيل القرص بالجهاز وكفى !، بل يلزم أن يكون القرص معك أينما كُنت، كما أنه يلزم أن يكون معك كمبيوتر لتشغيله ومشاهدته، حيث أنه لا تَستطيع تصفح الملفات من خلاله هو، في حين في التخزين السحابي فيمكنك هذا على أي جهاز متاح لديك وبدون حمل أمتعة كما أوضحت آنفاً .
التمدد
نجد هنا أن فرصة الإتساع في الأقراص الخارجية معدومة بوجه عام، حيث أن لا تَستطيع توسيع القرص لكن يلزم عليك شراء غيره إذا أردت هذا، في حين التخزين السحابي كُل ما عليك هو المطلب من مزود الخدمة هذا، “ وتقوم بدفع ما عليك “، وبعد هذا تمتع بمساحتك الحديثة والكبيرة .!
نقاط تُحلي المقارنة
سهولة العطب والضياع للقرص الخارجي حيث أن احتمال أن يسقط القرص أو يتعرض لضربة من هنا أو هناك بحكم تنقله العظيم هو أمر وارد بشكل كبيرً. فبالنهاية هو قرص يدور بمحرك وقابل للعطل كما كل الالات.
في التخزين السحابي تَستطيع مشاركة الملفات مع الأصدقاء والأسرة، أو إذا كنت ضمن مؤسسة تَستطيع أن تساهم مجلد وأن تعمل أنت وفريق الشغل على ملفات مشروع محدد دون العديد من التعقيدات، وسيتم مزامنة الملفات بينكم على نحو أتوماتيك.
من مساوئ التخزين السحابي أنك ستحتفظ بملفاتك لدى مزود خدمة لا تعرفه تمام المعرفة، لهذا عليك اختيار مؤسسة لها سمعتها الهائلة وأن تقرأ جميع البنود إبّان الالتحاق في خدمتهم ورفع ملفاتك فكن حذراً .
بقي هذه اللحظة سرد رأيي الشخصي والذي اقتنعت فيه بعد مقارنات مبسطة قد أكون ضحكت على نفسي فيها، وفي ذلك الحين أكون على سبيل الصواب، في عاقبة كل ذلك وجدت أن التخزين السحابي هو المستقبل الرائع والمميز للملفات، حيث أنني عندما التفت يمنة ويسرة لا أجد سوى الأجهزة التكنولوجيا التي تعم الأيادي وتشغلُ الرؤوس لهذا في كل مقر تكنولوجيا وانترنت، وتلك أفضلية عظيمة، كما أن الحراسة أجود من إتجاه نظري في التخزين السحابي .
في حين الأقراص قد أجعل فيها بعض الملفات الهامة كنسخة احتياطية، يقصد أن أتعامل أساسيا مع التخزين السحابي في كُل ملفاتي، وهذه التي أخاف عليها لدرجة أن أجعل الوسواس يقتلني خوفاً عليها، لا عائق بأن أجعل لها نسخة احتياطية على قرص خارجي، لاغير لمجرد الطمأنينة وراحة البال المفرطة :) .