من الهام التشخيص المبكر، والتشخيص المبدئي لحالة الطفل، والبصر إلى الطفل من الناحية العصبية والعضوية والنمائية والسلوكية والمدرسية والعقلية والنفسية، وأيضاً إلى المهارات والأنشطة واللغة والتفاعل الاجتماعي.
ويفضل دراسة تاريخ وضعية الطفل (Case History) إبتداءاً من الوالدين، ثم الحمل، ثم الولادة، وما بعد هذا، وعدم التسرُّع في الحكم على الطفل وخصوصا لو كان الطفل لا يزال صغيراً، والأعراض غير جلية عليه، والطبيب لا يمكنه عن طريق مقابلة الطفل لدقائق علم أعراض الطفل أو تشخيص حالته، وربما استقر أن أجود مصدر لتشخيص وضعية الطفل هو عن طريق مواقف الحياة الطبيعية داخل العائلة، أو الروضة، أو في المدرسة، أو داخل ترتيب الإعداد والتدريب، ويمكن تصوير الطفل في تلك المواقف، ودون دراية منه بهذا. ولا بد من تساعد أهل الطفل وباقي العاملين في الروضة أو المدرسة، كما يمكن مقابلة عائلة الطفل (والدته) مثلاً، أو ملاحظة سلوك الطفل على العموم، وأيضا مقابلة العاملين معه في الروضة أو في المدرسة أو في ترتيب الإعداد والتدريب… ويمكن الاستعانة بالاختبارات النفسية المناسبة، وبقوائم الملاحظة، والالتزام بالمعايير العالمية في كتاب (DSM-IV TR (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders)) وفي الجمعية الأميركية للطب السيكولوجي، ومنظمة الصحة الدولية (ICD – 10)، وأيضا تأكيد التشخيص الفارقي (differential diagnosis).
إن تشخيص طفل التوحد من العمليات التي تفتقر إلى خبرة عالية، وخصوصا في الوطن العربي حيث يقل عدد الأفراد المتخصصين في ذلك الميدان، والذين يملكون تمكُّن على التشخيص العلمي الدقيق، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيانً إلى وجود أخطاء أو خلط في التشخيص وخصوصا الخلط بين عدم اتزان التوحد وقلاقِل النمو الأخرى، مثل حالات التخلف العقلي، وفرط الحركة ونقص الحذر، وصعوبات التعلم، والأمراض الذهانية مثل الفصام… وغير هذا. وأشرنا سابقاً إلى خطورة تجاهل العائلة والأهل لتشخيص أعراض التوحد في المراحل الباكرة من حياة الطفل، أو إحاطة إشكالية الطفل بسرية تامة وخصوصا حالات الإناث، الأمر الذي يقود إلى صعوبة في التشخيص في فترات لاحقة. وبشكل عام لا يمكن تشخيص حالات التوحد دون ملاحظة دقيقة للطفل (observation)، ولساعات طويلة، وفي مواقف حياتية مغايرة، وايضاً تصرف مقابلة سريرية (clinical interview) للطفل، مع فعل فحوص طبية، ومخبرية للدم، وللجهاز العصبي، والسائل الشوكي، والحواس، وفحص النشاط الكهربائي للمخ (EEG)، وبعد هذا مضاهاة الحصائل بالمستويات العادية لنمو الأطفال. ولا بد من تساعد مجموعة العمل المختص في عملية التشخيص، مع الاستعانة بالأم والعائلة فيما يتعلق إلى الأطفال الذين تبقى يملكون أسر، وتكون (أي الأسر) على مستوى من المعرفة والاستيعاب، أما الحالات التي ليس لهم أهل (أو عائلة) فتصبح الإشكالية أصعب.
وبالتأكيد أن التشخيص المبكر بعد الولادة وحتى عمر ثلاث سنين ونصف السنة إلى حد ماً يفيد في معالجة الإشكالية، وفي علم الأطفال الذين يفتقرون إلى خدمات تربوية خاصة، أو إلى رعاية وتوجيه، ودعم ومساعدة للطفل وعائلته، وذلك ايضاًً ما يسرِّع من عملية النمو، ويزيد من فرص تعلم الطفل، ويقلل من التصرفات الشاذة في وقت لاحق، ومن مضاعفات أعراضه المرضية. ويمكن للأهل والطبيب والاختصاصيين الاستعانة بالكشوف والاختيارات التي نشير إليها في وقت لاحق، وعادة يتم الاستعانة بما يلي:
أولاً – فعل الفحوص العضوية والعصبية والتحاليل الضرورية؛ للدم وللبول والهرمونات، والأيض، وكمية الجمجمة، وفصيلة الدم. وغير هذا (الزمان الماضي المَرَضي للأم).
ثانياً – دراسة تاريخ النمو للحالة؛ منذ الزواج والحمل والولادة، والعوامل الوراثية، والأيضية، واللقاحات..
ثالثاً – ملاحظات الاختصاصي أو الطبيب، والعائلة للسلوكيات الآتية:
أ – ملاحظة التواصل اللغوي، وغير اللغوي (العلامات والإيماءات) وتكرار النطق لدى الطفل.
ب – ملاحظة التواصل الاجتماعي مع الأم والآخرين.
جـ – ملاحظة التواصل الرومانسي والانفعالي وتعبيرات الوجه، والابتسامة.
د – ملاحظة الاستجابات وردود الممارسات.
هـ – ملاحظة روتينية التصرف وتكراره.
و – ملاحظة الاستجابة للمثيرات (الوجع، الصقيع، الحرارة، الأصوات العالية…).
ولا بد من إلحاق الملاحظات بدقة، ويمكن الاستعانة بالتصوير، والأفلام التلفازية، والكاميرات (ملاحظة مسلحة) لمراقبة سلوك الطفل بدقة، وهناك كشوف مخصصة للملاحظة مثل:
رابعاً – فعل المقابلة السريرية مع الطفل ووالدته أو ذويه:
وهذا بهدف جمع بيانات عن وضعية الطفل ومعرفة أعراضه عن كثب، ويجب تحديد مقر المقابلة وزمانها، وبداية الإشكالية، والعلاجات الماضية، والمشاكل التي ترتبت عنها، ويمكن للطبيب أو الاختصاصي تزويد الأهل (الأم) بقائمة خاصة لملاحظة نمو الطفل، أو بالدليل التشخيصي لأعراض التوحد، أو بإحدى كشوف سلوك التوحد… بهدف قراءتها وتسجيل ملاحظاتهم بخصوص طفلهم، ويمكن خلال المقابلة ملاحظة النظافة العامة للطفل، واللباس، والتواصل البصري (هزيل، عادي)، والاتزان أو السكون الانفعالي (هزيل، عادي)، والتواصل الفكري وترابط الأفكار (إستيعاب السؤال وإعطاء حلول منطقية)، وسلامة النطق (وضوح اللفظ والصوت)، وزمن الرجع (Reaction time)، وهو الفاصل الزمني بين السؤال والإجابة (بطيء، سريع، عادي)، والتعبير عن المشاعر والأحاسيس (حزن، فرح، مشاركة وجدانية..)، والتعبير عن الأفكار (القيم، والطقوس، والآراء..)، والقدرة على القراءة، والقدرة على الكتابة،
ومهارة الإنصات لحديث الآخرين، (الصمت، التدخل أو المبادرة)، النشاطات والهوايات (إن وجدت)، ومستوى الالتزام الديني… والتواصل الاجتماعي مع الأم أو مع أشخاص العائلة، يضاف إلى هذا فيما يتعلق إلى طفل التوحد ملاحظة حركات الجسد (لغة الجسد Body Language)، وأسلوب القٌعود، ووضع الأيدي، وحركات اليد والأصابع، البصر إلى الأيمن، أو إلى الأيسر، أو تنقل النظر، وكثرة حركات الجسد، الحركة إلى الخلف والأمام، تحريك الدماغ، إقفال الشفتين، عدم وجود رد إجراء جسمي… إلخ.
خامساً – كشوف الشطب والتقييم الذاتي والاستبانات: مثل:
1 – لائحة شطب سلوك التوحد (ABC) (Autism behavior Checklist):
2 – أداة الإستراتيجية التعليمي لتصنيف التوحد (Autism screening instrument for educational planing) (ASIEP) وهذا لمعرفة سلوكيات طفل التوحد، ونماذج من النطق، والتفاعل الاجتماعي، والمستوى التعليمي، ومستوى النفع من تدبير التعلم، إضافة إلى ذلك ملاحظات المعلم وتقديره للاستعدادات الأكاديمية التي يلمسها (أي المعلم أو المدرب) عن طريق تعامله مع الطفل داخل المدرسة أو داخل الفصل، بالإضافة الي تقديره لسلوكياته، ومستواه التحصيلي في المواقف المغيرة الأمر الذي يعاون على تجهيز برنامج تعليمي فردي، والتخطيط اليومي للأنشطة التعليمية في الفصل.
3 – سجل ملاحظات نمو الطفل للآباء.
4 – الدليل التشخيصي السريري للتنبؤ بحالات التوحد.
5 – لائحة استبيان الآباء التابعة لمركز العلوم السلوكية والرعاية الصحية الأولية في واشنطن عام (Parents Questionnaire for Children).
6 – معيار لورا وينج (Laura Wing)، مؤلف من (27) عبارة، لكل عبارة معيار تقييم ثم تحسب الدرجة الكلية.
7 – معيار مارفي وآخرين (Marvy Joel) لتحديد سلوكيات أطفال التوحّد في ميدان العائلة، ويتكون ذلك المعيار من (33) عبارة موزعة على أربعة أبعاد، هي: التواصل الاجتماعي، والمشكلات السمعية، والمشكلات الإدراكية البصرية، والنشاط الحركي الباهظ، وملحق بذلك المعيار (24) فيلماً لأطفال توحديين في ميدان أسرهم.
8 – معيار مارجريت كريك (Margret Greak) لقياس (15) مجالاً من أعراض التوحد، مع تسعة محكّات لكل منها (طبيعي إلى غير طبيعي)، وتم تحديث ذلك المعيار بواسطة سكوبلر (Schopler).
9 – معيار روتر (Rutter, M.) لتقييم سلوك الطفل التوحدي Behavioral rating instrument for autistic and atypical children (B. R. I. A. C)
ويحتوي ذلك المعيار ثمانية ساحات هي:
– الرابطة مع الآخرين.
– التواصل.
– النطق.
– التخاطب.
– الصوت واستيعاب الجديد.
– التجاوب الاجتماعي.
– القدرة الحركية البدنية.
– النمو السيكولوجي – العضوي.
10 – لائحة ملاحظة التصرف لفريمان (Freaman, L.) وآخرين (Behavior observation system)، وتفيد في إلحاق باتجاه (67) نوعاً من التصرفات الفريدة لحالات التوحّد.
11 – لائحة التصرف التوحدي من وضع (Almond) و(Krug) (Autism behavioral checklist) وهي عبارة عن لائحة مقننة مع أبي الأطفال من عمر (3 – 15) سنة، وتفيد في إلحاق سلوكيات الطفل (وليس القصد من تلك القائمة التشخيص).
12 – لائحة التقدير السلوكي المختصر لأطفال التوحد من عمر (2 – 15) سنة. (The Behavioral Summarized Evaluation) (BSE).
وتتكون تلك القائمة من عشرين بنداً، ولكل فقرة معيار تقييم من خمسة أبعاد أو درجات مثل:
لا ينتج ذلك أبداً. ويعطى درجة صفر.
ينتج ذلك في بعض الأحيانً. ويعطى درجة واحدة.
يأتي ذلك كثيراً. ويعطى درجتان.
ينتج ذلك كثيراً للغايةً. ويعطى ثلاث درجات.
يصدر باستمرارً. ويعطى أربع درجات.
13 – لائحة شطب سلوك التوحد لدى الأطفال الناشئين (الدارجين) (Checklist for autism in toddlers) (CHAT)، وهي تصلح لقياس أعراض التوحد في عمر (24 – 30) شهراً. وتلك الأعراض هي أعراض التواصل؛ أي التطوّر البطيء في اللغة، أو عدم التقدم، واستخدام المفردات على نحو مغاير عن الأطفال العاديين من نفس السن، والتواصل غير اللفظي من خلال العلامات، وقصر الحذر والتركيز، كما تقيس التفاعل الاجتماعي، وعدم وجود صداقات، والاستجابة الاجتماعية بالابتسامة، والتواصل من خلال العيون هزيل للغايةً. إضافة إلى ذلك المشاكل الحسية، والاستجابة غير العادية للأحاسيس الجسدية، والإحساس الزائد للمس، وإحساس هزيل للألم، والبصر، والشم، والسمع، والحرارة والبرودة… وضعف اللعب التلقائي، وضعف التقليد، وضعف الخيال، ونوبات التصرف غير السوي؛ مثل العض، وضرب الدماغ، والعدوان، والعنف، وإيذاء الآخرين…
14 – لائحة التقييم الذاتي لأطفال التوحد (Childhood Autism Rating Scale) (CARS) من وضع سكوبلر (Schopler, E) ومرافقيه، وهي تقيس خمسة عشر بعداً للتوحد، وكل بعد موزع على ثلاث درجات أو معدلات (توحد حاد، وتوحد معتدل، وتوحد عادي)، وتفيد القائمة في حالات التوحد العنيفة، وايضا في المفاضلة بين التوحد والتخلف العقلي، وفي عام (1998م) قام سكوبلر بإدخال بعض التحديثات على القائمة تحت اسم (Psycho – educational Profile) (PEP – R) وهي تتركب من (174) بنداً معظمها عملية وتقيس سبعة محاور، وأربعة ميادين سلوكية مع بروفيل (أو مقرر) عام لأبعاد التقليد، والإدراك، تآزر اليد والعين، حركة العضلات العظيمة، حركة العضلات الضئيلة، الوعي المعرفي العملي، الوعي المعرفي اللفظي، والمجالات السلوكية وهي الصلات الاجتماعية والوجدانية، واللعب، واللغة، والاستجابات الحسية، وتصلح تلك القائمة (PEP – R) للأطفال بين عمر ستة أشهر إلى سبع أعوام، ويمكن استعمالها حتى عمر (12) سنة، وللقائمة صورة تستخدم مع المراهقين… أما عن أبعاد التوحد الخمسة عشر في القائمة الأولى الأصلية فهي كالآتي: الرابطة الإنسانية مع الآخرين، التقليد، استخدام الجسد، التكيف مع المتغيرات ومقاومة التحويل، استخدام أشياء غير إنسانية وغير عادية، الاستجابة البصرية للمثيرات البصرية، الاستجابة السمعية للمثيرات السمعية، تجاوب الشم والتذوق، الرهاب والعصبية، الاستجابة الانفعالية للحسيات في البيئة، التواصل اللفظي وغير اللفظي، مستوى النشاط والفعالية، إستقرار الاستجابة العقلية والمعرفية والسلوكية الحركية والنمطية، الانطباعات العامة). ويجاب عن كل بعد بأربع درجات من (1 – 4)، والدرجة الكلية تتراوح بين (15 – 60) درجة، والدرجة أقل من (30) ثلاثين لا توميء إلى الإصابة بالتوحد، والدرجة بين (30 – 36) توميء إلى وجود أعراض طفيفة للتوحد، والدرجة أضخم من (37) توميء إلى وجود توحد حاد.
15 – معيار حددي إشكالية طفلك بنفسك، للأطفال من عمر (3 – 6) أعوام.
16 – معيار بيركس لتقدير التصرف لدى الأطفال من عمر (2 – 6) سنين.
17 – دليل المدرس والعائلة لتشخيص صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية لدى أطفال المدارس.
18 – استبيان العائلة والمعلم لتشخيص حالات فرط الحركة، ونقص الحيطة، والاندفاع بالسلوك لدى الأطفال.
19 – معيار كريجر (Kraijer’s Scale) لقياس القلاقِل النمائية المعممة لدى الأطفال.
20 – لائحة سلوك الأطفال المتوحدين وغير الأسوياء: (BRIAAC): (Behavior Rating instrument for autistic and Atypical children)
تم تجهيز القائمة وتطويرها من قبل روتنبرج (Ruttenberg) وهي تتركب من ثمانية أبعاد، أهمها: الصلات مع الآخرين، مهارات التواصل، حركات الجسد، الاستجابات الاجتماعية، النطق واللغة التعبيرية، ويكون لكل سلوك في تلك القائمة (10) درجات، وفي ضوء تلك الدرجات يتم الحكم على الطفل وتشخيص حالته.
21 – لائحة شطب أعراض توحد الطفولة الباكرة (Early infantile autism symptoms checklist) وضعها كل من بالون (Balon) وسبنسر (Spencer)، وهي تتضمن على (30) بند موزعة على خمسة أبعاد هي: الانسحاب الاجتماعي، والنشاطات التي تحتاج إلى الدمج، وتشويه اللغة وتحريفها، ومواصفات الأسرة ومميزاتها، وعدم العصبية والانفعالية.
22 – ويمكن للاختصاصي تقدير التصرف واللغة عن طريق لعب الطفل من عمر (1 – 4) أعوام، وبالاستعانة بمواد مثل الدمى، والألعاب كالحيوانات، والأثاث، وأدوات المطبخ… ويحدث ملاحظة الطفل خلال اللعب معه، وتفيد تلك الأسلوب في إنماء اللغة التعبيرية واستخدام النمازج للتواصل.
سادساً – الامتحانات والمعايير النفسية:
الامتحانات والمعايير النفسية نافعة لتشخيص بعض الوظائف العقلية المحددة، مثل الذكاء العام، وأيضا بهدف
وضع برنامج تربوي تعليمي سلوكي يخص كل موجة من حالات التوحد على حدة؛ أي دراسة حالات التوحد وتقييمها على نحو فردي، ذلك إضافة إلى ذلك أن تلك الامتحانات والمعايير تمنح صورة عن نطاق التقدم بعد عملية
التمرين والعلاج، حيث يكون هناك تقدير قبلي وتقدير بعدي لحالات الأطفال. من تلك الامتحانات للأطفال ما يلي:
1 – امتحان الذكاء غير اللفظي (Non Language multi – mental test)، وللاختبار إرشادات ويطلب من الطفل وضع دلالة (X) على الشكل المخالف من الأنواع الخمسة. وزمن الامتحان (30) دقيقة.
2 – معيار وكسلر – بلفيو لذكاء الأطفال (WISC) (Wechsler intelligence scale for children). يتضمن ذلك المعيار على امتحانات لفظية، واختبارات عملية، ويصلح للأطفال من (5 – 15) سنة، ويفضَّل في حالات قلاقِل الطفولة البدء بالاختبارات العملية، وعادة يتم استخراج نسبة ذكاء (IQ) لفظية وأخرى عملية، وثالثة كلية.
ويلمح التباين الهائل بين درجة الذكاء اللفظي والذكاء العملي لدى أطفال التوحد، وذلك لا نجده في حالات التخلف العقلي، كما أن ازدياد الدرجة اللفظية عن الدرجة العملية يوميء إلى أن الشخص ذو تركيب فصامي. والدرجة المتدنية في امتحان المتشابهات توميء إلى عدم التمكن من المفاضلة من حيث الشبه والاختلاف. وكما يظهر تضاؤل التفكير من درجة ضرائب المكعبات، مع العجز عن التركيز لفترة طويلة (نمازج الأرقام). الامتحانات اللفظية هي: (البيانات، الاستيعاب، الحساب، المتشابهات، الكلمات، إرجاع الأرقام). والاختبارات العملية هي (تكملة الصور، مركز الصور، ضرائب المكعبات، تجميع الأشياء، النمازج (الشفرة)، المتاهات).
3 – امتحان متاهات بورتيوس (Porteus Maze test) لقياس الإمكانيات العقلية لدى الأطفال من عمر (2 – 20) سنة.
4 – لوحة سيجان (Seguin board for mental age test) وهذا لقياس القدرة العقلية لدى الأطفال من عمر (3 – 12) سنة.
5 – معيار فينلاند لقياس النضج الاجتماعي والوظائف العقلية (Vinland social maturation scale): ويفيد ذلك المعيار الأطفال من عمر شهر واحد حتى (25) سنة، وفي حالات التوحد. ويتكون من ثمانية أبعاد؛ الكفاية الذاتية، وارتداء الملابس، وتناول الأكل، وتوجيه الذات، والتنشئة الاجتماعية، والمهنة أو الشغل، والتواصل، والتنقل أو الحركة.
6 – مقاس ليذر للأداء العام (Leither international – Perfomance Scale): وهو يقيس الإمكانيات العقلية للأطفال من عمر (2 – 12) سنة، وذلك المعيار يتركب من صور ومكعبات، ويتدرج من السهل إلى العسير، ولا يعتمد على اللغة، ويفيد في حالات التوحد.
وهناك امتحانات عقلية أخرى تناسب الأطفال، مثل امتحان رافن للمصفوفات، واختبار أوتيس لينون، واختبار رسم الرجل لجودانف، واختبار بندر جشتالت البصري – الحركي وغيرها من الامتحانات، وتفيد تلك الامتحانات ف ي علم إمكانيات الطفل العقلية، وقدرة الطفل على التعلم أو التمرين، وعلى النفع من الإرشادات التي توجه إليه من الاختصاصي أو المدرس أو من الأبوين، بهدف دواء حالته. وعادة تكون هناك صعوبات في تنفيذ تلك الامتحانات على الطفل، لهذا يلزم الاستعانة بالأم، وأيضا بتقديم المعززات؛ من حلوى، وشوكولا وغير هذا.
ولا بدَّ للاختصاصي من الاعتماد على الملاحظة، والاستفادة من تقارير الأهل، أو المدرسة، أو الطبيب.
ويمكن تجزئة الامتحان الذي يتركب من العديد من معايير فرعية إلى فترات، وعلينا ألا ننسى أن تمكُّن طفل التوحد على التركيز والانتباه هزيلة للغايةً، وكنا قد أشرنا سابقاً في حديثنا عن الأعراض العامة للتوحد ومراحل النمو إلى معدلات القدرة العقلية العامة ونسبة الذكاء (IQ)، ومعدلات التضاؤل العقلي التي قد يتعرض لها أطفال عدم اتزان التوحد، والتي يلزم مراعاتها نحو تنفيذ الامتحانات.