يلف الغموض والعظمة حضارة مصر الفرعونية , ولكن هناك بعض المعلومات التي لا تجعل من مصر القديمة أفضل الأماكن للمعيشة فنظامهم القضائي عادة ما كان غير عادل بل ووحشيًا , وكانت كذلك بعض ممارساتهم الطبية فظيعةً للغاية , وأحيانًا دفع بهم إخلاصهم للآلهة إلى أبعاد ذات تداعيات خطيرة
إليكم 10 حقائق مرعبة عن مصر الفرعونية :
1- خدم الفراعنة والشخصيات البارزة كالوزراء والكنهة كانوا يقتلون بشعائر طقوسية ويدفنون مع أسيادهم المتوفين ليقوموا بخدمتهم بعد الموت , ربما تكون حقيقة غريبة بعض الشىء , ولكنها حقيقة مريعة للغاية على الرغم من أن هذا الفعل تم التخلي عنه في آخر أيام مصر القديمة الا أنه كان سائداً وجزء أصيل من صلب المجتمع المصري القديم , ولم يكن الخدم الذين يضحى بهم بهذا الشكل يشعرون بالظلم لقتلهم , فعلاقة المصريين القدماء بالموت أعقد مما نتخيل إذ كانوا شغوفين لدرجة كبيرة بالحياة بعد الموت , وهؤلاء الخدم الذين يقتلون ويدفنون مع أسيادهم كانوا يعتبرون من ذوي الحظوة كونهم سمح لهم بمرافقة شخصية مهمة لخدمتها بعد الموت
2- لفترة من الزمن اعتبر الجميع كل شيء له علاقة بمصر القديمة حديث الساعة. واستورِدت المومياوات إلى أوروبا وأمريكا ليتم فتحها أمام الناس في الحفلات , والكثير من هذه المومياوات تم تهريبها من مصر لهذا السبب كان الحصول على ضمادات المومياء من السهولة بمكان لأن أسعاره أرخص من الورق العادي. وهذا ما حذا برجل أعمال أمريكي في بداية القرن العشرين لتوفير المال بصناعته ورق تغليف الطعام من ضمادات مومياء مستوردة , ولسوء حظه فشل مشروعه عندما بدأ الناس يصابون بالكوليرا , وهكذا انتهت قصة تغليف الطعام بأوراق مصنوعة من ضمادات المومياوات, وحتى الان يعتقد ان انتشار الكوليرا في أمريكا لفترة من الزمن كان بسبب المومياوات المصرية
3- لم تكن الجرائم العنيفة شائعةً في مصر القديمة , وكانت أبشع الجرائم بهذا المجتمع هي الخطأ بحق إله الشمس , فإن وجد أن أحدًا أتلف أو سرق معبدًا أو كفر بإله الشمس , كان يحكم عليه بالحرق حيًا وكانت هذه العقوبة مخصصةً للجرائم الكبرى , وعادة ما كان يصحبها طقس تقديم المتهم قُربانًا للآلهة , ورغم ندرة تضحية المصريين القدامى بالبشر إلا أن هذا الطقس كان من الاستثناءات الواردة
4- بنيت كل الاهرامات المصرية على الضفة الغربية لنهر النيل وارتبط ذلك بعالم الموتى في الأساطير المصرية , ولكن هل لك ان تتخيل ان كان من المخطط هدم الاهرامات , ففي القرن 12 اتفق العزيز الحاكم الكردي والسلطان الثاني الأيوبي لمصر على هدم الاهرامات وتدميرها بالكامل , إلا أنهما تخليا عن هذا الاتفاق عندما اتضح لهما أن المهمة كبيرة وشاقة للغاية , ولكن آثار التخريب بدت واضحة على هرم «منقرع» حيث يلاحظ وجود شرخ رأسي كبير في الجهة الشمالية له
5- كان في مصر القديمة نظام قانوني ثابت وقوة بشرية تقوم على حمايته وتطبيقه تشبه الشرطة في أيامنا , ولكن هذا لا يعني أن العدالة كانت ناجزةً على أيديهم فكما كان الحال في المجتمعات القديمة كان تعذيب الناس لإجبارهم على الاعتراف أمرًا سائدًا , بل كان العرف المعمول به , وإحدى طرائق التعذيب المتبعة لانتزاع الاعترافات كانت بضرب المتهم على باطن القدمين , وكان مطلوبًا من الذين يتعرضون للتعذيب أن يقروا بما فعلوا كمخبأ مسروقاتهم أو الوشاية بشركائهم في الجريمة
6- في آخر أيام مصر القديمة حظي الكهنة بنفوذ متزايد على مستوى مجريات الحياة اليومية للمصريين , وبسبب ذلك وجد الكهنة أنفسهم منخرطين في أعمال القضاء حيث كانوا يحضرون تمثالاً لإله الشمس ويضعون أمامه عددًا من أوراق البردي تحتوي على خيارات تتعلق بالقرارات الهامة , وفي المحكمة كانوا يضعون ورقتين تحددان البراءة أو الذنب لأى متهم , ومن المفروض أن دوران التمثال ناحية الورقة المختارة دليلاً على رغبة الآلهة , بالطبع كان يتم ذلك عبر تلاعب الكهنة بالتمثال وحركته , وهو ما أتاح لهم البت في القضايا المعروضة عليهم وِفقاً لأهوائهم وآرائهم الشخصية
7- كانت الرغبة في تحديد النسل لدى الفراعنة مناسبة غير سارة ومرعبه لهم , فقد ساد الاعتقاد في مصر القديمة أن خليط العسل وروث التماسيح حين يوضع على أعضاء المرأة التناسلية يمنع الحمل , والحقيقة ان تخيل قدرتهم على التعامل مع اكثر أجزاء الجسم خصوصيةً وحساسية لدى المرأة بهذا الشكل لهو امر مثير للرعب والإشمئزاز
8- رغم كون عقوبة الإعدام مشروعة لدى الفراعنة إلا أنها لم تنفذ إلا نادرًا , ويذكر أن لفترة امتدت لـ150 عامًا لم ينفذ بها حكم إعدام واحد عن طريق الدولة لجرائم مرتكبة في الإمبراطورية المصرية القديمة من أقصاها لأدناها , وفي حال ارتكاب أحدهم جريمة قتل أو خيانة كانت عقوبة الإعدام تنفذ بطرق وحشية كما ذكرنا كالحرق حيًا او قطع الرأس أو الإغراق والإعدام على الخازوق
9- انتشرت العديد من القصص والأساطير عن لعنة المومياوات حتى قبل فتح قبر الملك توت عنخ آمون , اذ كانت قد ظهرت قصص هنا وهناك عن لعنة المومياء التي أزعجها العبث برفاتها , ولكن أشهر هذه القصص على الإطلاق هي تلك التي زعمت أن مجموعة من 26 شخصًا اشتركوا في فتح قبر الملك توت عنخ آمون , ليبدأ الموت يختطفهم واحدًا تلو الآخر في ظروف غامضة , ومن بينهم قائد الحملة نفسه الذي تعرّض لتسمم في الدم إلا أن الكثير من العلماء يستبعدون فرضية لعنة الفراعنة قائلين أن الأمر برمته لا يعدو كونه سخفًا إذ من أصل الأشخاص الستة والعشرين لم يمت سوى ستة أشخاص على فتراتٍ متقاربة بعد فتح القبر ولكن عدم وجود دليل ملموس على وجود اللعنة لا ينفي أن المصريين القدماء لم يحاولوا جهدهم في هذا الامر , فالعديد من القبور كانت محاطة برموز تصب لعناتِها على من يقلق راحة الراقدين بها , وتدعو على المتطفل أن تهاجمه حيوانات برية متوحشة كالأسود والأفاعي أو أن يحل عليه غضب الآلهة وعذابها
10- كان قدماء المصريين يقدسون القطط كثيراً حتى أنه عندما يتوفى قط كانت تقوم العائلة جميعها بحلق حواجبهم حزناً على وفاته , كما كانت يتم إجراء طقوس دفن مقدسة له وتحنيطه ودفنه بجوار وعاء من اللبن تحسباً اذا شعر بالظمأ في الحياة الأخرى , هذا بالإضافة الى عقوبة الموت التي وضعها الكهنة كعقوبة لمن يجرؤ على قتل قط ولو بالخطأ , اذ يتم إعدامه بعضة ثعبان قاتلة , ولتتخيل مدى تقديس الفراعنة للقطط تم اكتشاف مقبرة فرعونية عام 1888 بها 80 ألف من المومياوات المحنطة لقطط !