الأشعة الكونية تكشف أسرار الغرف الخفية تحت أهرامات الشمس في المكسيك

السبت، 30 يونيو 2018

الأشعة الكونية تكشف أسرار الغرف الخفية تحت أهرامات الشمس في المكسيك

التقنيات الحديثة تستعين بالأشعة بدلا من روبوت الهرم الأكبر في الجيزة المزود بخمس كاميرات وموجات فوق صوتية
الغرف الخفية في اهرامات الجيزة والمكسيك سيظل هاجسا لدى علماء الاثار حول العالم لسنوات طويلة مقبلة، لما تحمل في طيها من كنوز من المعلومات ثمينة عن ابناء تلك الحضارات القديمة وطريقة معيشتهم وعقيدتهم التي انعكست على الاثار التي خلفوها. فبعدما ارسل علماء الاثار العام الماضي روبوتا عبر نفق ضيق داخل الهرم الاكبر في الجيزة آملين ان يلقي بعض الضوء على كيفية بناء هذه المقابر الملكية قبل نحو 4500 عام، يتجهون اليوم الى استخدام الاشعة الكونية للكشف عن غرف خفية تحت اهرامات المكسيك. ورغم ان عملية التنقيب في الهرم الاكبر بالجيزة التي تمت بالتعاون مع مؤسسة «ناشيونال جيوجرافيك تشانلز انترناشيونال» لم تسفر عن اكتشاف مثير ضخم مثل كنز الملك الشاب توت عنخ امون من الدولة المصرية الحديثة الذي اكتشفه العالم الاثري هوارد كارتر عام 1922، الا ان علماء المصريات كانوا يأملون ان تساعد محتويات القبو على كشف سر بناء النفقين الغامضين اللذين اكتشفا في عام 1872 وهو ما ينفرد به اثنان من اهرامات الجيزة. ولكن في المكسيك هناك اعتقاد قوي بوجود غرف خفية تحت اهرامات الشمس، ولهذا السبب باشر فريق من العلماء من معهد الانثروبولوجيا بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، البحث عن الغرف والاقبية الخفية تحت «اهرامات الشمس» في منطقة «نيوتيهوكان» الاثرية. واوضح علماء الاثار ان موقع اهرامات الشمس هو اول نصب كبير يتم بناؤه في المنطقة كجبل مقدس ومقر لتلالوك، اي إله «تيوتيهوكان». وان تلالوك هذا لم يكن اله المطر وحسب وانما كان اله خصوبة الارض ايضاً. ويقول العلماء : «لا ندري ماذا نتوقع. ولانعرف ماذا سنجد ، الا ان اي شيء سيكتشف سيلقي بعض الضوء على حياة هؤلاء القدماء». وقالت مصادر مطلعة ان الباحثين سيعلقون جهازاً كاشفاً يعمل بتقنية متقدمة في مجال الاشعة الكونية التي تدعى «ميون» لسبر اغوار الغرف الخفية تحت اهرامات الشمس في المكسيك.
واوضح علماء الاثار انه تم اختيار موقع اهرامات الشمس لانه يحتوي على نفق تسمح ارضيته بوضع الجهاز الذي سيقيس طوال عام كامل، عملية دخول الاشعاعات الفضائية والطرق الملتوية التي تسلكها داخل البناء، الامر الذي سيحدد امكانية وجود غرفة ما او تجويف داخله. ويقول الباحثون الذين اتخذوا موقعهم في قصر «اكسيا» الواقع الى الشمال من اهرام الشمس، ان الدراسة الحالية يمكن ان تؤدي الى وضعين مغايرين تماماً، فإما انه لا توجد اية غرفة باطنية في الهرم او ان هناك احتمالات كبيرة لوجود بعض الغرف التي دفن فيها اربعة زعماء من قطاعات تابعة لـ«تيوتيهوكان»، وهي مدينة شيدت وسط المكسيك عام 200 قبل الميلاد. وحتى الان لا تعرف سوى غرفة واحدة بناها سكان «تيوتيهوكان» في عصر ما قبل الغزو الاسباني، وذلك على الرغم من وجود غرف اخرى انجزها الآثاريون من اجل دراسة الاهرام. ويوضح الباحثون ان التقنية المطبقة في هذا المشروع تتمثل في تركيب جهاز «كاشف الميونات»، وهو الذي يقرر زاوية اشعة الميونات المقبلة من الفضاء من دون الاضرار بالنفق ولا بالميراث الاثري. وبمجرد انجاز هذا العمل، سيستخدم الجهاز الكاشف في اي هرم آخر في المكسيك. ولقد حصل الباحثون على اذن من المعهد الوطني للآثار والتاريخ من اجل القيام بالمرحلة الاولى من الدراسة، لكن عندما يجدون الغرف، فسيتطلب الامر اذناً آخر من السلطات المختصة خاصاً بالتنقيب الاثري.

* اشعاعات فضائية

* وذكر الباحثون ان المرة الاولى التي استخدم فيها جهاز الاشعاعات الفضائية كانت على يد الفيزيائي صاحب جائزة نوبل لويس الفاريس الذي استخدمه في ارضية هرم «خفرع» في منطقة الجيزة المصرية. وتصل تكلفة الجهاز المستخدم في هذا المشروع الى خمسة ملايين بيزو نحو 400 الف دولار اميركي، لكن الباحثين يتوقعون ان الجزء الاكبر من التكاليف سينصب على عملية بنائه وتركيبه وتشغيله، وكذلك عملية جمع وتحليل المعطيات الصادرة عن فجوات او غرف ارضية داخل تركيبة بنية اهرام المكسيك. وتسمح الاروقة والقاعات والبهو غير المكتشفة بمرور مزيد من اشعة النيونات قبل ان تنعكس على اللوح الضوئي الوماض الموجود ضمن جهاز كاشف النيونات. وقال العلماء المشاركون في المشروع البحثي انه منظور العمل الاستكشافي، إذ من الممكن استخدام جهاز «كاشف النيونات» في دراسات مشابهة في اهرامات اخرى في البلاد مثل هرم «شولولا» و«بوبلا»، الذي يحتوي على نفق عميق، واهرامات اخرى في منطقة شعب المايا. وفيما يتعلق بقصر «اكسيا» اوضح العلماء المشاركون في المشروع انه ربما كان القصر الكبير لحكام «تيوتيهوكان»، حيث كانوا يأخذون القرارات الخاصة بالدولة، لكن لم يستخدموه للاقامة. وكان زعماء المقاطعات الاربع هؤلاء متوجين عموماً باعتبارهم رجال دين، وكانوا يقررون شؤون دولة «تيوتيهوكان» من دون الحاجة الى وجود سلالة ملكية، كما هي حال شعب المايا، ففي ثقافتهم كان من السهل اعتقال الملك من قبل العدو او تصفيته بسبب خيانة. ويفترض علماء الاثار انه لم توجد سلالة ملكية واحدة وانما حكومة مشتركة، فهذا المكان ـ القصر ـ عبارة عن قيادة جامعية لاربعة اسياد «بطريقة لم يكن من السهل على مجموعة اخرى من السلطة ان تقوم بانقلاب عسكري عليها». ولقد اثبت علم الانسان ان غالبية الولايات المكسيكية كان لها اكثر من حاكم، حيث كان كل واحد منهم يظهر للعلن ويبقى اسمه واضحاً في المراجع، لكن ذلك لا يمنع من وجود حكام آخرين «فتلك هي طريقة حكم وسط المكسيك، المغايرة جداً لاسلوب حكم شعب المايا او الزابوتيكا. والاهرامات هي اخر عجائب الدنيا السبع القديمة القائمة، وأثار نجاح حضارة قديمة في بناء هذا الاثر الضخم بمثل هذه الدقة الحسابية باستخدام الادوات البسيطة التي كانت متوافرة في ذلك الحين، حيرة الكثيرين حتى الان». واستخدم المصريون القدماء مثل المكسيكيين نظام تمويه فريد في تاريخ الاثار، لاخفاء الكنوز الاثرية لان معظمها لم يسلم من النهب المنظم خلال فترات الضعف والاضمحلال في التاريخ المصري القديم، ولم يتم العثور على مقبرة ملكية الا مقبرة الملك توت عنخ امون من الدولة الحديثة، على يد عالم الآثار هوارد كارتر وصديقه اللورد كارنافون عام 1922، وتوت عنخ امون حكم مصر في الثانية عشرة من العمر وتوفي في الثامنة عشرة، في حدود عام 1340 قبل الميلاد.
مساحة إعلانية

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري