أسرار مجوهرات التاج الملكي البريطاني يطارد القتل واللعنات والغدر من يرتديها

السبت، 30 يونيو 2018

أسرار مجوهرات التاج الملكي البريطاني يطارد القتل واللعنات والغدر من يرتديها

  • تُقدَّر قيمة جواهر التاج الملكي بـ 13 مليار جنيه لكنّ هناك من يقول إنها "لا تقدر بثمن"
  • وفقًا لنص سنسكريتي قديم فإن من يملك الماسة سيملك العالم، لكنْ طالع سيئ سيواجهه
  • تقول أسطورة إن جميع الحكام الذكور الذين امتلكوا الماسة إما قتلوا أو فقدوا عُروشهم
  • بعد أن أُشيعَ أن الملك جون فَقَدَ المجوهرات استخدمها إدوارد الثاني كضمان لدفع نفقات قواته
  • أُرسلت ماسة وهْمية بحراسة مشددة لإبعاد الأنظار عن الماسة الأصلية التي أُرسلت بطرد بريدي

عندما كان نهار أحد الأيام من شهر يناير من عام 1905 يلفظ آخر أنفاسه أُخبرَ فريدريك ويلز، رئيس شركة بريمير دايموند ماين (شركة للتنقيب عن الماس) في جنوب إفريقيا،عن وجود شيء ساطع على جدار المنجم ينبعث منه وميض، ويعكس آخر ما تبقى من أشعة الشمس. اعتقدَ هذا الرجل العملي أن هناك شظية من قطعة زجاج محشورة في الجدار، فما كان منه إلا تسلق الجدار ليسحب من هناك أكبر ماسة خام لم يرَها لا هو ولا أي شخص آخر من قبل. كان وزن الماسة "كولينان"، 3106 قراريط ، لكن في النهاية قطعت منها تسع ماسات كبيرة. ولا تزال تحتوي على أكبر ماسة في العالم، التي توجد الآن في مجوهرات التاج الإمبراطوري البريطاني، حيث تُزين صولجان السيادة الذي وضع خلف زجاج يمنع اختراق الرصاص.
ويحفل تاريخ مجوهرات التاج بالكثير من الأسرار فهناك السرقات والأساطير واللعنات التي تطارد من يلبسه. كما ظلت حماية هذا الكنز الثمين هاجسًا، فضلاً عن غرابة الحكايات التي تتردد حوله. وكان نص باللغة السنسكريتية يعود تاريخه إلى عام 1306، قد أشار إلى أن من يملك هذا الماس سيملك العالم، ولكنه سيعرف أيضًا كل الحظ السيئ. وهذا الماس يمكن أن ترتديه الآلهة فقط أو امرأة لتستطيع الإفلات من الكوارث، في حين إذا ارتداه رجل فإن الطالع السيئ أو القتل سيظل يطارده، ووفقًا للأسطورة فإن جميع الحكام الذكور الذين امتلكوا هذه الماسة إما قتلوا أو فقدوا عُروشهم، بمن فيهم شاه جهان، الذي بنى المعلم المعماري الشهير "تاج محل".
منذ عام 1661تم تخزين مجوهرات التاج نفسها التي تشتمل على 23578 حجرًا كريمًا، في برج لندن - ناهيك عن الأحجار النفيسة، والسيوف والبدلات الاحتفالية، حيث يجري تهيئتها بحيث تبدو في أبهى حُلتها لعرضها في معرض جديد وذلك لمناسبة اليوبيل الماسي للملكة. وقد أعلن أن المعرض سيحوي جواهر التاج التي هي "الرموز الأقوى للملكية البريطانية". على أية حال، فهناك قصص تقف وراء تلك الأحجار الكريمة، فالبعض من هذه النفائس وضع في حافظات عمرها قرون، ما زالت تسحر وتفتن، وتشتمل على حكايات ولعنات الحروب والغدر.
وحتى طريقة الكشف عن الماسة كولينان فقد تغلغلت في أفكار الباحثين عن التحف ورُويت عنها قصص عديدة.لقد تم تقديمها في عام 1907 إلى الملك إدوارد السابع لمناسبة عيد ميلاده السادس والستين وكانت بمثابة "عربون ولاء وتعلق شعب ترانسفال بشخص جلالة الملك وعرشه" ولكن قبل أن يحدث ذلك كانت هناك مشكلة الوصول بالحجر إلى إنجلترا. لقد كان الأمن مشكلة إزاء هذه الرغبة ، لذلك أرسلت ماسة وهمية على متن سفينة خضعت لحراسة مشددة لتكون بمثابة شرك لإيهام اللصوص، في حين تم إرسال الماسة الحقيقية بواسطة الطرود البريدية العادية. واللافت في الأمر أنها وصلت بأمان.
على أية حال إن الأكثر شهرة من مجوهرات التاج الملكي لم تكن الحجر الأكبر، بل إن التي كانت تجذب أكبر قدر من الاهتمام والجدل هي الماسة "كوه-اي - نور!" Koh-i-Noor التي تعرف بـ(جبل النور) .وتعتبر أكبر ماسة في العالم وقد تم وضعها في تاج الملكة الأم.
وعندما أصبح بأيدي البريطانيين، في عام 1849 فإن حجر الأباطرة " الغامض والرهيب " كان له بالفعل تاريخ ملطخ بالدماء ينطوي على جرائم قتل متعددة، فضلاً عن لعنة الموت. وكان من المحاسن أن يتم تقديمه إلى امرأة، والمقصودة هنا هي الملكة فيكتوريا، وذلك لأن نصًا باللغة السنسكريتية يعود تاريخه إلى عام 1306، وهو الوقت الذي عُرِفَ في أول ظهور له، كان ينص على ما يلي: "إن من يملك هذا الماس سيملك العالم، ولكنه سيعرف أيضًا كل الحظ السيئ. وهذا الماس يمكن أن ترتديه الآلهة فقط أو المرأة ويستطيعان الإفلات من العقاب".
ويعتقد أنه في وقت ما امتلك الماس بابور، حاكم المغول الأول في الهند، الذي وصفها بالجوهرة التي يمكن أن تساوي "نصف ما ينفقه العالم كله يوميًا". ووفقًا للأسطورة فإن جميع الحكام الذكور الذين امتلكوا هذه الماسة إما قتلوا أو فقدوا عروشهم، بمن فيهم شاه جهان، الذي بنى المعلم المعماري الشهير "تاج محل" . بعد أن امتلك الحجر كجزء لا يتجزأ من عرشه، وضع في السجن من قبل ابنه إلى أن توفي في عام 1666.
وبعد أن نُهبَ من مدينة دلهي عام 1739 التي تم الاستيلاء عليها مُرِرَ الحجر إلى الفاتح الفارسي نادر شاه، حيث كانت مخبأة في عمامة عدوه. وما إن أُخرجت الماسة من العمامة، يقال إن الشاه نادر نطق بالتالي:"كوه-اي - نور!" ("جبل النور") مندهشًا من شدة جمالها. ومع ذلك، بعد فترة وجيزة من الاستيلاء عليه بدأت اللعنة تعمل واغتيل نادر شاه عندما كان نائمًا في خيمته. وبعد أن احتلت بريطانيا مملكة السيخ في البنجاب، أعطيت الماسة إلى الإمبراطورة الجديدة للهند، الملكة فيكتوريا، من قبل الحاكم الذي تم خلعه. وقد حدث ذلك للصبي دوليب سينغ الذي كان يبلغ عمره في ذلك الحين تسع سنوات، الذي أجبر على السفر لمسافة 4200 ميل لتقديم الحجر شخصيًا. (كما أن السفينة التي حملت الحجر قد أصبحت أيضًا ضحية لتلك اللعنة، فبعد نجاتها بالكاد من عاصفة عاتية، مات جزء كبير من أفراد الطاقم بسبب مرض الكوليرا).
وقد تم عرض الجوهرة في معرض كبير في لندن في عام 1851 ولكن النتيجة كانت خيبة أمل، فقد كتب الحاكم العام للهند التالي: لقد تم قطع "كوه-اي - نور" على نحو سيئ، ويبدو أنها قطعت على شاكلة الجواهر ولكنها بالطبع لن تكون من النوع البراق مثلما كانت. ومن ثم تم إعادة قطع الحجر حسب الأصول، وظهرت كشكل" بيضوي رائع، ولكنها كانت بنتيجة واحدة وهي أنه قد تم خفض وزنها من 186 قيراطًا إلى 109 قيراط، وهذا يعني أنه قد انخفض بنسبة 42 %. وعلى ما يبدو أن الأمير ألبرت لم يكن منبهرًا بها.
وعلى مر السنين طلبت كل من الحكومتين الهندية والباكستانية إعادة الجوهرة إلى بلدها "الشرعي" ولكن الحكومة البريطانية كانت دائمًا ترفض ذلك بأدب. وبالإشارة إلى اللعنة التي تحملها الماسة، فقد زينت دائمًا التيجان العائدة لنساء العائلة المالكة البريطانية وليس الذكور.
وخلال تاريخها الطويل والمتقلب في بعض الأحيان فإن مجوهرات التاج الملكي لم تسرق أبدًا غير أن المغامر الأيرلندي العقيد "توماس بلد" حاول أن يفعل ذلك في عام 1671. وبعد قضائه عدة أيام في زيارة المجوهرات متنكرًا بزي رجل دين، قام بتجنيد إحدى العصابات وطلب منها مشاهدة المجوهرات (وقد سمح لهم بالتعامل معها لقاء ثمن).
وبعد أن تغلبوا على حارس الجوهرة المسن، ضغط العقيد " بلد" تاج الدولة الإمبراطوري بحيث يمكن له أن يخفيه تحت عباءته. وقام واحد من شركائه بحشو "جواهر التاج الإنجليزي" أسفل بنطلونه، بينما بدأ نجل "بلد" يرى نصف الصولجان بحيث اعتقد أنه يمكنه أن يناسب وضعه في حقيبته. وقد هربت معظم المجموعة تقريبًا ما عدا نجل الحارس الذي ظل بعيدًا لسنوات يقاتل مع الجيش, وقد عاد إلى الوطن فقط في اللحظة التي أعلن فيها الإنذار. لقد ألقي القبض على "بلد" ولكن في خطوة ستظل دائمًا من الأشياء المحيرة، فإنه لم يعفُ عنه العاهل تشارلز الثاني عن ارتكابه السرقة فقط ، وإنما منحه أيضًا أراضي لها قيمة 500 جنيه إسترليني في السنة في أيرلندا. وعلى الرغم من سمعة " بلد" السيئة، إلا أنه أصبح من حاشية الملك تشارلز الثاني. ويعتقد أن الملكة "ماري" كانت مستمتعة بخطة "توماس" والرجل الأيرلندي "المنافق" الذي أنقذ حياته. ومع ذلك فقد جرى تشديد الإجراءات الأمنية حول مجوهرات التاج منذ ذلك الحين.
وبطريقة رائعة للحفاظ على الجواهر على الدوام فقد أُشيعَ بأن الملك جون في 1216 فقدها في حين أنه في القرن التالي استخدمها إدوارد الثاني كضمان لدفع نفقات قواته. وعلى أية حال ، فإن الحرب الأهلية دمرت المجموعة. وبعد أن أعدم تشارلز الأول في 1649 أمر اللورد أوليفر كرومويل حامي إنجلترا بتدمير مجوهرات التاج ، لأنه كان يريد التخلص من هذه" الأشياء التافهة " للحكم الملكي. وقد تمت إذابة بعض المصوغات الذهبية وبِيع العديد من الأحجار الكريمة. ومن بين القطع المعدنية الثمينة، لم تبقَ إلا واحدة فقط: ملعقة مطلية بالذهب والفضة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر وهي أقدم قطعة في المجموعة.
وبعد استعادة النظام الملكي في عام 1660 فإنه لم يبق أمام تشارلز الثاني إلا أن يأمر بشعارات جديدة والبدء في إعادة التخزين حتى تعززت الأحجار الكريمة من قبل الملوك المتعاقبين على الحكم إلى أن تكونت تلك المجموعة المثيرة للإعجاب التي نشاهدها في يومنا هذا. أما ما هي قيمتها ؟ فقد ذكر بأنها تصل إلى 13 مليار جنيه إسترليني لكنّ المسؤولين على المعرض الحالي يصفون جواهر التاج الملكي بأنها "لا تقدر بثمن".
أهم القطع النادرة للتاج الملكي البريطاني
تعتبر مجوهرات التاج الملكي البريطاني جزءًا من تاريخ بريطانيا الممتد إلى أكثر من 800 عام. توارث خلالها الملوك أثمن الأحجار الكريمة في العالم. جميع المعروضات في متحف مجوهرات التاج الملكي البريطاني في برج لندن مجوهرات أصلية ثمينة، وفي المناسبات الرسمية الملكية يكون التاج الإمبراطوري غير موجود لأنه سيكون على رأس الملكة في هذا الوقت. ولا يمكن معرفة القيمة المادية للأحجار والقطع المعروضة فقيمتها ليست مادية فحسب بل أيضًا معنوية ذلك أن تاريخها يمتد إلى مايقارب 800 عام توارثت خلالها بين أفراد الأسرة المالكة ويمكنك أن تميز من تصميماتها العصر الذي تنتمي له فهي تحكي قصة تاريخية للعرش البريطاني.
تاج الملكة ( إليزابيث (
تاج الملكة وهو من أثمن القطع .أجريت له عمليات ترميم مختلفة ففي 1838م تم إعادة تصميمه للملكة ( فيكتوريا )،ثم توارثه الملك إدوارد السابع يليه جورج الخامس) ثم أخذ شكله النهائي عام 1937م للملك جورج السادس وتم إجراء تعديلات بسيطة عليه لترتديه الملكة (إليزابيث) ملكة بريطانيا الحالية التي تم تتويجها في عام 1953 وتمثل التعديل بتخفيض ارتفاعه وإضافة أعداد من الأحجار الكريمة والألماس الصافي، والزمرد والياقوت واللؤلؤ.
ماسة جبل النور
تعود تسمية هذه الماسة بجبل النور (Koh-i-Noor) إلى المعركة التي خاضها الفرس ضد المغول في الهند عام 1738م وانتصر فيها القائد الفارسي نادر شاه الذي اقترح أن يحصل تبادل للعمائم التي كان يرتديها قواد المعركة كإثبات لحسن النية وتفاجأ عندما فض العمامة بسقوط هذا الحجر فدفعه التعجب من حجمه وبريقه أن يتساءل (هل هذا حجر أم جبل النور؟!). ومن ذلك اليوم أطلق على الماسة اسم (جبل النور) . ويصفها البعض في ذلك الوقت بأن ثمنها يعادل نصف النفقات التي ينفقها سكان العالم في يوم واحد. ولقد انتقلت ملكية هذه الماسة لعدد من الحكام إلى أن قدمت للملكة ( فيكتوريا ) عام 1849م وأصبحت من ممتلكات التاج الملكي البريطاني منذ ذلك العهد.
تاج الملكة الأم
التاج الملكي الذي تم تصميمه لتنصيب الملكة (ماري) في عام 1911م، حيث كانت ماسة (جبل النور) تتوسطه وتم استبدالها اليوم بقطعة كرستالية، حيث وضعت (جبل النور) في تاج الملكة الأم. وبالنسبة لتاج الملكة الأم وهو التاج الوحيد المصنوع من البلاتينيوم، حيث ارتدته الملكة في حفل تنصيبها عام 1937م، وتظهر ماسة (جبل النور) الأصلية في واجهة التاج الملكي.
تاج حفل المبايعة
يمنع الدستور البريطاني الملك من نقل التاج خارج بريطانيا. لكن في مناسبة خاصة جدًا هي حفل المبايعة في الهند كان من الضروري تصميم تاج لتلك المناسبة ليرتديه ملك بريطانيا هناك. وتم التصميم في عام 1911 بتكاليف تقدر في ذلك الوقت 60 ألف جنيه إسترليني. يحوي التاج 6100 حجر من الماس النقي بالإضافة لأحجار الياقوت والزمرد.. ولم يتم ارتداء هذا التاج في أي مناسبة أخرى بل عاد به الملك إلى بريطانيا وظل إلى اليوم في بيت المجوهرات الملكية.
الماسات الكولونية
تم اكتشاف هذه الماسة في جنوب إفريقيا عام 1905م وكانت تعتبر أكبر ماسة من نوعها، حيث تزن 3106 قراريط وتم قصها إلى قطعتين هما ما يعرف اليوم بالماسة الكولونية الأولى والثانية، حيث تعتبر كل منهما من أكبر وأندر الماسات المقصوصة على هذه الدرجة من النقاء في العالم، واستغرقت معالجتهما 8 أشهر.

مساحة إعلانية

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري