في رواية سيد الخواتم ، وتاريخ الأحداث العظيمة في نهاية العصر الثالث ،
تعتبر حكايات السيلماريليون كاشتقاق لأساطير من الماضي السحيق ،
عندما مكن مورغوث سيد الظلام في الأرض الوسطى ، وشن الحرب عليه
بأحداث سابقة أقدم من سيد الخواتم وهي ضرورية لفهم العمل السابق ،
على الرغم من أنها كانت بنصف قرن وسميت فيما بعد السيلماريليون .
فالسيلماريليون يرصد تاريخ العالم منذ بدء الخليقة حتى نهاية العصر الثالث
الذي هو نهاية سيد الخواتم أيضًا، وهناك مئات الشخصيات من الإيلف والدوارف
والبشر والاينور والفالار والمايار في أحداث ضخمة ومتشعبة. فقد استطاع تولكين
خلق عالم كامل بكل تفاصيله وأجناسه وثقافاته ودياناته بشكل مقنع، فتشعر أنه
تاريخ عالم حقيقي وليس مجرد حكاية خيالية يرويها راوي، ولعلنا لا نعجب إن
عرفنا أن هذا العالم بدأ تولكين في الكتابة عنه في سنوات شبابه قبل البدء
في الهوبت بسنوات عديدة، واستمر في كتاباته حتى موته، وقد بدأ تولكين
في كتابة هذه القصة في صورة شعرية في البداية ككثير من قصصه،
وأخذت مع الوقت تكبر وتتشعب وتتعقد، وبذل ابنه كريستوفر تولكين
مجهودا كبيرا في جمع الحكايات من بين أوراق والده ومسوداته وملاحظاته،
والحقيقة أن ما فعله مجهود يستحق الإعجاب فقد أخرج في النهاية عملا
مكتملا من البداية للنهاية، وقام بنشره في كتاب واحد بعد موت تولكين
بأربعة أعوام، فتولكين قضى عمره وأفناه في هذا العمل الفانتازي
المذهل الذي ألهم العديد من كتاب الفانتازيا من بعده.
تتكون السيلماريليون من خمسة أجزاء تمت كتابتها في البداية باعتبارها خمسة
أعمال منفصلة، ولكن كريستوفر جمعها سويا في هذا الكتاب ومنها موسيقى الإينور