الحياة مليئة بالآلام والأحزان، والكثير من التحديات التي تُرهق المشاعر، وتستنفذ الطاقة والعواطف الأمر الذي يجعل النفس البشرية أكثر هشاشةً وضعف وتأثراً بالأحداث، كما تضيف إلى حساسية الفرد تجاه المواقف وتعرّضه للإصابة بالأزمات النفسية والتي قد تتحسن إلى مرض نفسي مُزمن إذا لم يتم مداواتها وتفادي تطور أعراضها
على الارجح تكون تلك التقلبات طبيعية بشكل كبيرً إلى حاجزٍ ما فى الطليعة ، إلا أن إن ازدادت عن حدها تصبح ذات تأثيرات كثيرة لا يقع تأثيرها على الفرد ذاته لاغير ، بل يقع تأثيرها على المحيطين من حوله وعلى حياته الاجتماعية والعملية والدراسية ...إلخ
إشارات تدل على الإصابة بمرضٍ نفسي
هناك الكثير من الإشارات والأعراض التي تدل على وجود الداء السيكولوجي ، منها ما يلي:
- المظاهر والاقترانات الجسدية
تتمثل بالكثير من الموضوعات التي لم تكن حاضرة أساسا في التصرف البدني للفرد، مثل: الإحساس بالصداع الدائم والمستمر، والإصابة بصعوبة في النوم المزمن، والنوم المضطرب غير المريح، وبصيرة الأحلام المزعجة طُول الوقت نتيجة لـ تأثرالعقل الباطن بالنفسية المريضة ، وضياع الشهية الاضطرابي والذى يكون السبب فى فقدان وزن الجسد، وشحوب الجلد، وذبول العينين، والشعور بآلامٍ متفرقةٍ في الجسم دون داعٍ عضوي معين.
- المظاهر والاقترانات الانفعالية
أهمها الإحساس الدائم بالحزن والهم بلا داعٍ جلي، والخوف من المستقبل والناس والأشياء، والقلق الدائم، والشعور بالتوترالزائد ، وعدم الرغبة حتى بالضحك ومشاركة الآخرين نكاتهم وحديثهم، والميل للصمت والعزلة ، والرغبة المستدامة بالبكاء دون داع، وظهور مشاعر كراهية للأفراد، والرغبة في تسجيل الأذى بهم أو بالنفس.
- المظاهر والاقترانات الاستعرافية
كفقدان التمكن من التفكير المنطقي، وعدم التمكن من التركيز الذهني، وعدم التذكر المتواصل، مع عديدة قلاقِل في الذاكرة، وتذكر أشياء غريبه يصاحبها بعض الأفكار الشاذة، والتحليل غير المنطقي للأمور، وفي الغالب تكون أفكار عدوانية ، وتعزز الإحساس بالظلم الداخلي ومن قبل الآخرين، وكثرة الندم ولوم النفس.
- المظاهر والاقترانات السلوكية
تتمثل بالفشل فى القيام بالأعمال التي كانت جزءاً من الروتين اليومي، والتصرف العنيف مع الأشياء والأشخاص، والرغبة بتعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية أو العقاقير التي تتضمن على المسكنات، والمرور بحالات شديدة من الحنق والانفعال.
- المظاهر والاقترانات الإداركية
تلك أخطر المظاهر والاقترانات النفسية تماما، حيث يتخيل فيها الفرد سقوط أشياء لم تتم بأي حال من الأحوالً، ويدعي سماع أصوات غير مشابهة وغريبة، وأيضاً مشاهدة أشياء لا يراها واحد منٌ غيره، وإتهام الآخرين بأنهم قاموا بردود أعمال وتصرفات لم تتم بأي حال من الأحوالً
صفات من يتكبدون من قلاقِلٍ نفسيةٍ
وبشكل مُبسط يمكن عرض عدد من الصفات لمن يتكبدون من مشكلات نفسية :
لا يشعرون برضى أو ارتياح لأنفسهم
تهدمهم عواطفهم (خوفهم - وغضبهم - وحبهم - وقلقهم)
يتأثرون كثيراً بمراحل الفشل التي قد تقابلهم
غير متسامحين مع أنفسهم أو مع الآخرين
لا يشعرون بمسؤولياتهم ولا يثقون بالآخرين
لا يقدّرون أنفسهم كما يستحقّون
لا يتقبّلون أخطاءهم
لا يحترمون الفوارق بينهم وبين الآخرين
لا يشعرون بأنهم قسم من المجتمع
قدرتهم هزيلة على حل مشكلاتهم
ليست يملكون التمكن من التكيّف مع الاختلافات والمستجدات
ليست يملكون التمكن من اتخاذ الأحكام الضرورية
لا يحبون الأفكار أو الأوضاع الحديثة
مقاصدهم غير حقيقيّة وغير واقعيّة
يخافون من المستقبل على نحو دائم
الأشكال التي تدل على مشاكلٍ نفسيةٍ
وللتأكيد أكثر، هناك عديدة أشكال قد يُظهرها الشخص تستدعي منه أو من الأفراد المحيطين به عرضه على الدكتور السيكولوجيٍّ ومن تلك الأشكال:
مكابدة الإنسان المستدامة وخوفه وتوتره المتواصل
عدم التمكن من التخلّص من المكابدة
توضيح نقص وخلل سلوكيٍّ أو انفعاليٍّ على نحوٍ مبالغٍ فيه يُعطل أداءه فى الحياة أو يؤذي الآخرين حوله ، مثل القساوة
انشغاله في نشاطاتٍ قد تُضرّ به أو بمن حوله كالإدمان
ظهور قلاقِلٍ أو انحرافاتٍ سلوكيةٍ تستدعي من المجتمع أو الأشخاص المحيطين تعريض فاعلها للعقاب
مما لا شك فيه للمتخصصين دور مهم للغايةً فى تحديد ما إذا كنّا نمتلك إشكالية او إضطراب نفسى، إلا أن كحد أدنى تَستطيع معاونة نفسك عن طريق طرح عدد من الأسئلة الّتي تتضمّن ما يحدث في الحياة المخصصة والأسرة والبيئة المحيطة حتى تعرف نطاق الإشكالية ؛ فهذه الأسئلة تعاون في تحديد نطاق صحّتنا السيكولوجيّة، أو أنّنا نمتلك مرضاً نفسيّاً دون أن ندري..
وفي النهايةً من اللازم علينا أن ننتبه جيداً لكل التقلبات والمراحل التي نمر بها ، ونسعى تدارك تأثيراتها السلبية، وأن لا نسمح لكل المشاعر السلبية بالتمادي في تدميرنفسياتنا وحياتنا والتكدس بداخلنا، حتى لا نصبح عرضة لمرض نفسي، ونصل لمرحلة يخشى فيها الآخرون التداول معنا أو حتى الاقتراب منا..