بينما أن سياسات المدارس تركز على عدم التسامح مطلقاً مع أفعال التنمر، وتُتخَذ الجزاءات الجنائية في بعض حالات التنمر، يعلم الكثيرون ما يقوله المدربون والاختصاصيون النفسيون منذ أعوام: إن أفضل وسائل الانقضاض هي الحراسة الجيد.
هل أنا أدعو للانتقام؟ هل أعتقد أن العالم سيتغير من قبل أطفال يتعرضون للتنمر يتّحدون انتقاماً من معذّبيهم؟ لا، بأي شكلٍ من الأنواع! عوضاً عن هذا، فإنني أشجّع الآباء على تقوية أبناءهم الصغار بمهارات معينة تساعدهم على النهوض بأنفسهم وإيقاف التنمر الذي يتعرضون له. بعبارة أخرى، من المؤسف أنني لا أملك الأمل في أن العالم سيتغير بهدف أطفالنا. لكنني أعتقد، بتفاؤل، أن أطفالنا يستطيعون تحويل عالمهم المخصص بواسطة تحديث عدد من المهارات التي تجعل من التنمر عليهم أمرًا غير مُجدٍ.
اكتسب، إذن، تلك المهارات وعلّمها لطفلك لمساعدته على ردع المتنمرين:
١. ابق على تستمر مع طفلك
يعمل المتنمرون بجعل ضحاياهم يشعرون بأنهم وحدهم وعاجزون. يستعيد الأطفال قوتهم عندما يخلقون روابط مع أصدقاء مؤتمنين وأشخاص بالغين داعمين لهم، ويحتفظون بها.
٢. خلق الإدراك
من حين لآخر، يشعر الأطفال بأن البالغين لا يفعلون شيئًا أبدًا؛ إذن لماذا يهتمون بإخبارهم عن حدوث التنمر؟ غالبا عندما يفشل الكبار في الاعتراف بخطورة الموقف، فإن الداعِي يكون أنهم لا يدركون ما يجري. يستعمل المتنمرون إعتداءًا علائقيًا لإيقاع القساوة بأساليب خفية ومقبولة اجتماعيًا لا تميل إلى الاشتراك على رادار البالغين. علّم طفلك أن مهمته هي خلق الإدراك. كن ملحوظًا في تعليم الأطفال أن إخبار فرد بالغ عن التنمر ليس علامة على الجُبن، بل هو خطوة جريئة وقوية.
٣. إرجاع توضيح مفهوم الوشاية
جاءتني ابنتي بالأمس، قلقة من أنها إذا أخبرت قائد سيارة الحافلة عن صبي كان يبصق عليها، فسيتم وصفها بأنها “واشية”.
أخبرتها أن ذلك هو على وجه التحديد ما يريدها المتنمر أن تفكر به! العزلة هي أسلوب المتنمر للتخويف.
في الواقع، لاغير بواسطة إخبار فرد بالغ يمكن للأطفال البدء في الإمساك بزمام الموضوعات.
عندما يعي المتنمر أنه لن يستطيع من إبقاء الضحية منفصلة، فإنه يبدأ مباشرة في ضياع السلطة عليها.
٤. الإجراء بشكل سريع
فكلما طالت سلطة المتنمر على الضحية، أصبحت قبضته عليها أشد. في أغلب الأوقات، يبدأ التنمر على نحو وسطي نسبيًا – مثل النبز بالألقاب، أو المضايقة، أو الاعتداء البدني الطفيف.
بعدما يختبر المتنمر المياه ويتأكد أن الضحية لن يخبر فردًا بالغًا أو يقف مدافعًا عن ذاته، يتكاثر العدوان سوءًا.
علّم طفلك أن اتخاذ تصرف مقابل المتنمر – عاجلاً وليس آجلاً – هو أفضل أسلوب للاستحواز على السلطة والاحتفاظ بها.
٥. الردُّ بحزم
متى ما اعتقد المتنمر أنه يمكنه أن يختار الضحية دون ردٍّ منها، إجراء هذا مرارًا وتكرارًا.
ذلك هو الداعِي في أن الاستجابة الحازمة فعالة جدا في مكافحة التنمر.
فالأطفال الذين يتقنون مهارات الحزم يكونون مرتاحين داخل حدود منطقة وسطى بين الرد العدواني الذي يقود إلى تصعيد الموقف، والاستجابة السلبية التي تدعو إلى المزيد من الإساءة.
٦. استعمال لغة طفيفة غير رومانسية
يستعمل الأطفال الحازمون لغة طفيفة وغير رومانسية ومباشرة لإعلام المتنمرين بأنهم لا ينوون أن يقعوا ضحايا. لماذا يلزم عليك تعليم طفلك استعمال الردود “غير الرومانسية”؟ توميء الشواهد حتّى الفرد الذي من الممكن أن يتأثر رومانسيًا يمنح المتنمر ضوءًا أخضر بأنه سوف يكون قادرًا على استعمال السلطة ببساطة عليه. عن طريق تحميس طفلك على الاستجابة دون حنق أو رهاب، فإنك تعلمه طريقة تجسيد الثقة. المتنمر، بدوره، سوف تكون فرصُهُ أدنى في الهيمنة عليه.
٧. استعمال لغة الجسم لتدعيم المفردات
نحو مران طفلك على مهارات الاتصال الحازم، من النافع التدرّب على استعمال لغة الجسم لتدعيم المفردات.
علّم طفلك استعمال تلك التّخطيطات الحازمة البسيطة غير اللفظية التي توميء إلى المتنمر بأن طفلك يقصد ما تقوله:
• المحافظة على الاتصال بالعَين مع المتنمر خلال التحدث إليه.
• الحافظ على صوته هادئًا ومجردًا.
• النهوض على مسافة مناسبة من المتنمر.
• استعمال اسم المتنمر نحو التحدث إليه.
علّم طفلك أن الأشياء غير اللفظية الرومانسية، مثل البصر بعيداً، ورفع الصوت، أو التراجع إلى الوراء، كلها إشارات تشجع المتنمر على الاستمرار.